إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الجمعة، 12 أغسطس 2016

عزبة "جنينة" بقلم محمود مسلم




الذين توسموا خيراً قبل ثورة يناير وبعدها فى الإخوان وحزب الوسط وتيار الاستقلال فى القضاء، وحركة 6 أبريل و«حماس» وحزب مصر القوية وقطر و«أردوغان» وبعض الأسماء من النخبة لا يتعلمون من تجاربهم، رغم أن مصر دفعت الثمن غالياً.. ويكررون حسن النية مع المستشار هشام جنينة، رئيس جهاز المحاسبات المعزول الذى ينحاز إلى كل كيانات ضرب مؤسسات الدولة، بداية من تيار استقلال القضاء إلى حركة «قضاة من أجل مصر»، التى سميتها وقتها «شرابى من أجل مرسى»، حتى جماعة الإخوان المسلمين، وحسناً فعل الرئيس السيسى بعزله، لأن الرجل حوَّل الجهاز إلى «عزبة»، واشترى بعض الموظفين، وأصدر 3 تقارير ضد المستشار أحمد الزند، يدعى فيها اتهامات باطلة حول أمور ليست من اختصاص الجهاز، وكرر ذات الأمر مع المستشار محمد شيرين فهمى، الذى أحال «قضاة من أجل مصر» إلى المحاكمة، حيث أصدر تقريراً من الجهاز حول فيلته التى اشتراها منذ عام 2000، بالإضافة إلى استهدافه لبعض رجال الأعمال الذين تهاجم قنواتهم «جنينة»، وتفرغ لتسريب التقارير لوسائل الإعلام وتوريطها، ولن ينسى أحد تسريب تقرير وزارة الداخلية إلى قناة «الجزيرة»، وأخيراً أفاقت الدولة، لكن القرار لم يعجب الإخوان وعملاءهم، مثل الكاتب فهمى هويدى الذى دافع عن «جنينة»، بالإضافة إلى البعض الذين يتعاملون مع السياسة بحسن نية.
لقد تأخر قرار عزل «جنينة» من منصبه كثيراً، فقد طالبت به بعد ثورة 30 يونيو، وسأعيد بعض الفقرات من هذه المقالات:
■ لا أحد يتذكر قضية فساد كبيرة واحدة كشفها الجهاز المركزى للمحاسبات خلال عهد المستشار هشام جنينة، بل إن المعركة الأهم كانت ضد الجيش وجهاز المخابرات العامة، فدائماً كانت تصريحاته تركز على ضرورة إخضاعها للرقابة، وأن هناك فساداً داخل هيئاتهما، ولا أعرف هل هى مصادفة أن يتطابق هذا مع اتجاه الإخوان الذين أساءوا إلى الجيش والمخابرات خلال توليهم الحكم؟ لكن «جنينة» لم يكشف عن أى فساد طوال عهد الإخوان فى الهيئات والوزارات التى كان يتولى الجهاز رقابتها، رغم تصريحه الأخير بأن «مرسى كان هيلبس البلد فى حيطة»، بل إنه زاد على ذلك بأن قال فى حوار آخر «هجوم مرسى على القضاة سقطة كبيرة منه»، وبالطبع ذكر ««جنينة» ذلك بعد سقوط «مرسى» بينما فى عهده كان يقول: «العمل مع مرسى شرف لى».
جنينة الإخوان - 12 أكتوبر 2013
■ بل الأخطر هو ما ادعاه بأنه فوجئ بخطاب استدعاء من النيابة مبطن بتهديد بأمر ضبط وإحضار بعد كشفه تجاوزات بأرض خُصصت للنيابة العامة ونادى القضاة والرقابة الإدارية ومباحث أمن الدولة.
لقد ارتدى «جنينة» ثوب الشجاعة متأخراً من أجل الحفاظ على منصبه، فإذا ما أقيل خرج بطلاً شعبياً، وهو الذى التزم الصمت طوال عهد «مرسى» باستثناء انتقاداته المستمرة للجيش، التى تخلى عنها بعد ثورة 30 يونيو.. لكن الأغرب هو صمت الدولة بكل أجهزتها ومسئوليها عن الفساد الذى يذكره «جنينة»، وعن المؤامرات التى تحاك ضده واكتفاء المسئولين بمقابلته دون مناقشته فى مثل هذه الأمور.
كتبت من قبل أن مصر تعيش حالة «سيولة» وأصبحت دولة «مفككة». وبالتالى أجاد «جنينة» استغلال هذا المناخ ليظهر كبطل شعبى، لكن الأغرب أن المسئولين يشجعونه على ذلك دون اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفاسدين، أو التحقيق فى حكاياته الأقرب إلى الخيال غير العلمى، أو عزله مثل زميله رئيس جامعة بورسعيد.. أما الاكتفاء بمجرد مقابلته فيدل على أنهم إما «متواطئون» وإما «مرتعشون»!!
المتواطئون مع جنينة الإخوان - 23 مارس 2014
رئيس الجهاز تفرغ للمعارك الشخصية وأرسل للبنك الدولى يطلب مساندته فى حماية رئيس الجهاز من الملاحقة القضائية، خسر أيضاً منذ أسابيع قضية أخرى خاصة بقراره نقل عضو الجهاز أحمد السنديونى لأسيوط بسبب التعبير عن رأيه فى رفض أخونة الجهاز، وهو ما رفضه القضاء، بل إن حيثيات حكم المحكمة ناشدت المشرّع وضع شروط ومعايير محددة لاختيار رئيس الجهاز تحدد المؤهلات العلمية والخبرة حتى لا تخضع الاختيارات لأهواء الحاكم، واتهمت المحكمة جنينة «القاضى السابق» بإساءة استخدام السلطة.. بينما تقاعس رئيس الجهاز عن محاسبة إخوانييْن تم حبسهما بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابى، ولم يطبق القانون بإحالتهما لمحكمة تأديبية، بل تركهما فى منصبيهما، رغم أنهما ما زالا على ذمة قضايا، كما أن هناك موظفاً بالجهاز لقى مصرعه فى أحداث فض «رابعة»، بينما تم اعتبار الوفاة إصابة عمل وصرف كل مستحقاته.
تناقضات جنينة - 21 أكتوبر 2014
■ أخطر ما كشفه «جنينة» فى حواره الأخير لـ«الوطن» فى رده على اتهامه بأنه إخوانى وأحد عناصر الجماعات الإسلامية، أنه قال: «كنت مسئولاً بالنيابة العامة، وتوليت التحقيق مع كل التنظيمات الإرهابية، بما فيها جماعة الإخوان، وكذلك حققت فى قضية اغتيال الرئيس السادات (قضية الجهاد الكبرى)، وكنت حينها وكيلاً للنائب العام لنيابة أمن الدولة العليا».. ولا أعرف كيف حقق مع الجماعة الإسلامية فى قضية مقتل «السادات»، ثم يخرج عبود الزمر أحد أبرز المتهمين فى القضية ليطرح اسم «جنينة» كمرشح للرئاسة أمام المشير السيسى؟ كما لا أعرف كيف حقق مع الإخوان وعمل فى نيابة أمن الدولة العليا، وبالتالى عرف أغراضهم وأهدافهم عن قُرب، ثم عمل معهم، وصرح بعد توليه منصبه: «العمل مع د. محمد مرسى شرف لى»؟
«جنينة» يواجه مشكلة تجاهل الرئيس السيسى له.. واهتمام م. إبراهيم محلب به.. وفى كل حوار يحاول التمسح فى الدولة مع توجيه سهامه لمؤسساتها.. ويحاول إيهام الرأى العام بأنه «مضطهد» رغم أنه «جانى» بأحكام قضائية، والأهم من ذلك أنه حتى الآن لم يكشف عن قضايا فساد حقيقية.. هو يدغدغ مشاعر الناس فقط بكلمات رنانة.. وهذا ليس عيبه بل أزمة من تركوه يعيش ويتهم ويدعى دون أن يحاسبوه أو يحاسبوا المتهمين، وهى إحدى العلامات الكبرى لـ«الدولة الرخوة»!!
 جنينة و«رخاوة الدولة» - 23 نوفمبر 2014

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات :

إرسال تعليق