إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الجمعة، 10 يونيو 2016

خلق المسلم



كان أحدهم مسافراً بأسرته في صحراء مترامية الأطراف، و إذا بعطل مفاجىء يحدث في سيارته، و قد حاول تشغيلها لكن دون جدوى، و جلس الرجل حائراً في أمره، و لم يمض وقت طويل حتى أوقف أحدهم سيارته، و ترجل منها قائلاً : خير ما الذي حدث ؟ و حاول معه مرة أخرى في تشغيل السيارة ... ثم قال للرجل : هذه سيارتي أكمل سفرك فيها مع أسرتك، و أنا أجلس هنا عند سيارتك حتى ترسل لي (سطحة) من بلدك نحمل عليها سيارتك .
قال صاحبنا : هذا غير معقول، لأنه يعني أنك ستجلس هنا قرابة عشر ساعات .
قال الرجل : لا بأس أنا شخص ، و أنتم عائلة !. و أخذ صاحبنا سيارة الرجل الشهم و رقم هاتف منزله، و مضى، و في صباح اليوم التالي وضع سيارته في ورشة الإصلاح، و أعاد السيارة الأخرى إلى صاحبها...
و مرت الأيام، و تذكر صاحب السيارة المعطوبة المعروفَ الذي صنعه معه صاحبه، فاتصل على بيته ليسأل عنه، فقالت زوجته : هو في السجن، و ذكرت له اسم السجن، و فهم منها أنه سُجن بسبب الديون التي عليه.
و في اليوم التالي أخذ الرجل معه مئة ألف ريال، و ذهب إلى السجن و أعطاها لضابط السجن، و قال: هذه لقضاء ديون فلان و إخراجه من عندكم . قال الضابط : من أنت ؟ قال له : لا داعي لأن أذكر لك اسمي، و مضى ...
بعد عشرين يوماً اتصل ببيت صاحبه ليطمئن عنه، فقالت له زوجته: مازال في السجن .
فما كان منه إلا أن سارع إلى السجن ، و سأل الضابط عن سبب عدم إطلاق سراح صاحبه، فقال : الدَّين الذي عليه ثلاثة ملايين و ليس مئة ألف ، ثم أردف قائلاً : أنا حائر في أمري ممن أتعجب، هل أتعجب منك حين جئت بمئة ألف ريال دون أن تذكر اسمك ؟ أو أتعجب من صاحبك السجين حين قال لي : المئة ألف لن تصنع لي شيئاً ، فأرجو أن تطلق بها سراح بعض زملائي المسجونين ممن عليه خمسة آلاف و عشرة آلاف ... و قد أطلقت بها فعلاً اثني عشر مسجوناً .
قال صاحبنا : خير إن شاء الله و غاب قرابة شهر ثم عاد و قد جمع الملايين الثلاثة من مدخراته و من بعض المحسنين، و أطلق بها سراح صاحب المروءة ...
هذه القصة واحدة من قصص كثيرة يتحدث عنها الناس، و هي دليل على أن البذل في سبيل الله، و عون الآخرين لا يذهب هباءً ، بل إن جزاءه كثيراً ما يكون سريعاً جداً و بأضعاف مضاعفة، و لاغرابة في هذا، فالمتصدِّق يتعامل مع من اتصف بالرحمة و الكرم و الغنى ، و هو ـ جلَّ و علا ـ تعهد في كتابه و على لسان نبيه بأن يخلف على الباذلين من أجله .

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات :

إرسال تعليق